واقعة أغرب من الخيال .. ضابط يرسل تلغراف لوزير الداخلية .. أدفع ولا ما أدفعش

ضباط طوخ ينصحون ضابطا بمساومة لصوص سرقوا سيارته.

نائب مأمور كفر شكر يرسل تلغرافا للوزير «أدفع ولا ما أدفعش»

واقعة أغرب من الغرابة، يصدق عليها قولهم «شر البلية ما يضحك»، تحول فيها
رجال مباحث طوخ إلى سماسرة، يقومون بالوساطة لدى الجانى ليعفو عن المجنى
عليه، ويترجون الظالم ليصفح عن المظلوم، ويقبل شفاعتهم لديه.

العقيد أشرف سعيد نائب مأمور مركز كفر شكر، أرسل أمس تلغرافا إلى اللواء
محمد إبراهيم وزير الداخلية، جاء على النحو التالى «السيد الفاضل وزير
الداخلية، حيث سُرقت سيارة زوجتى من أمام منزلى بمدينة طوخ حال وجودى بعملى
ليلا ونهارا بالمركز ولم يهتم ضباط مباحث مركز طوخ. بل نصحونى بمساومة
اللصوص لاسترجاع السيارة مقابل مبالغ مالية»، وأضاف نائب المأمور فى
التلغراف مخاطبا الوزير «والدى العزيز هل أعمل بالنصيحة لاسترجاع
السيارة؟!».

الضابط المجنى عليه عندما قدم بلاغه إلى الرائد عماد
حمدى رئيس مباحث طوخ لم يكن يعلم أن زميله الضابط سيختصر كل مجهوده فى
القبض على اللصوص إلى تلك النصيحة الغالية التى سددها له «أنصحك بالتفاوض
مع اللصوص ودفع مبلغ مالى لهم». رئيس المباحث ومعه المقدم هشام فكرى مدير
مكتب مدير المباحث بررا النصيحة له بأن زملاءه الضباط الذين تعرضوا لسرقة
سيارتهم فعلوا ذلك، وضربوا له مثلا بالمقدم خالد الإمام رئيس الجوازات
ببنها، الذى آثر أن «يفتح مخه» ويدفع بالتى هى أحسن.

العقيد أشرف
سعيد بدلا من أن يحصل على رقم المحضر، فاز بالنصيحة الغالية التى أسداها له
الضباط، ومن ضمنها استعدادهم المخلص لإرشاده إلى طريق بعض الوسطاء الذين
سيتفاوضون مع سارقى سيارته حتى تعود إليه.

الرجل لم يصدق ما
يسمعه، كيف يحدث هذا معه وهو زميل، وما بالك بمواطن «غلبان»، ولهذه أرسل
تلغرافه إلى وزير الداخلية مشفوعا برقم المحضر الذى حمل 11851، والمحرر منذ
30 أبريل 2012.

كيف وصل الأمر برجال من المفترض أنهم جاؤوا
لحماية الناس، إلى هذا الحد، ومتى سيأتى اليوم الذى نترك فيه منازلنا
لحضرات السادة اللصوص، وننزل إلى الشارع، أو نبحث عن وسيط يأتى لنا بحقنا
المنهوب؟