الرد شبهة اتهام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالشهوانية

حياة النبى (صلى الله عليه وسلم)، وما هو معروف من سيرته طوال حياته قبل وبعد البعثة، ينفى نفيًا قاطعًا أنه كان رجلاً شهوانيا، كما افترى عليه أعداء الإسلام ظلما وزورًا وجهلا وغرورًا . وكيف لرجل تخطى الخمسين من عمره أن ينقلب فجأة إلى عبد للذة الجنسية، وقد كانت أمامه في شبابه الفرص الكثيرة للاستمتاع – إذا أراد – مثل أقرانه من الشباب، ولكنه كان عفيفًا طاهرًا، ولم يكن من بين زوجاته عذراء إلا عائشة، ومعظمهن كن أرامل، وقد كان زواجه منهن جميعًا لأهداف نبيلة إنسانية اضطرارية، أو تشريعية، ولم يكن من بينها هدف الشهوة أو النهم الجنسى على الإطلاق .

النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) عاش للدين، وليس لنفسه قط، وكان لا يرغب إلا في زوجة واحدة تؤنسه في حياته، ولقد تزوج النبى (صلى الله عليه وسلم) السيدة خديجة وعمره خمسة وعشرون عامًا، أما خديجة فقد كانت سنها تقترب من الأربعين وكانت قد تزوجت قبله مرتين، وظلت له زوجة وحيدة إلى أن ماتت بعد أن أمضى معها حوالى ثمانية وعشرين عامًا. وظل وفيًا لذكراها طوال حياته لدرجة سببت الغيرة في نفوس بعض زوجاته فيما بعد.

بعد أن تخطى الخمسين من عمره، وبعد وفاة السيدة خديجة تزوج (سودة بنت زمعة) أرملة أحد صحابته، الذى قتل أثناء جهاده في سبيل الله ولم يعرف عنها أنها كانت ذات جمال أو ثروة أو مكانة، ولكنه تزوجها من باب الرعاية لأسر صحابته الذين تحملوا عناء الجهاد في سبيل الله . أما زواجه فيما بعد من عائشة وحفصة فلم يكن إلا تأكيدا للرابطة القوية بينه وبين صاحبيه: أبى بكر، وعمر .

أما السيدة (أم سلمة) فقد مات زوجها متأثرًا بجراحه في غزوة أحد وكانت مسنة، ولما أراد النبى (صلى الله عليه وسلم) الزواج منها اعتذرت له نظرًا لكبر سنها، ولكنه طيّب خاطرها وتزوجها لهدف إنسانى، وزواجه منها ينفى أى شبهة عن النبى في أنه كان يشتهى النساء!! .



أما السيدة (رملة بنت أبى سفيان) فكانت قد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فتنصر زوجها وتركها دون عائل، فأرسل النبى إلى النجاشى يطلبها إنقاذًا لها من غربتها، وإنقاذًا لها من أهلها في مكة إذا عادت إليهم بعد أن كانت قد هجرتهم في سبيل دينها، وأملاً من أن يكون الزواج منها سببًا في استمالة والدها – صاحب النفوذ في مكة آنذاك- إلى الدخول في الإسلام .

أما السيدة (جويرية بنت الحارث) فقد كانت من بين السبايا في غزوة بنى المصطلق، وكان أبوها سيد قومه، فأكرمها النبى (صلى الله عليه وسلم) بالزواج منها وأعتقها وطلب من المسلمين أن يعتقوا سباياهم ففعلوا .

والسيدة صفية بنت سيد بنى قريظة تزوجها النبى (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أعطى لها حرية الاختيار بين أن يردها إلى أهلها أو يعتقها ويتزوجها، فاختارت البقاء عنده على العودة إلى أهلها .

أما زواجه من السيدة (زينب بنت جحش) وقد كانت ابنة عمته فقد كان زواجه منها لسبب تشريعى، فقد كانت زينب زوجة لزيد بن حارثة الذى كان النبى (صلى الله عليه وسلم) قد تبناه ثم طلقت من زيد، وكانت عادة العرب تقضى بأن زوجة الابن بالتبنى لا تحل من بعده لأبيه الذى تبناه، فتزوجها النبى (صلى الله عليه وسلم) ليلغى بذلك هذا المنع الذى لا مبرر له . ويلغى عادة التبنى أيضا، وقد أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى: (.. فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً).

المصدر بوابة القاهرة

http://goo.gl/3qjCF7

مجهود طيب .. بارك الله فيكى سمسمة