- محمود هويدى المحامىالمدير
- عدد المساهمات : 1432
تاريخ التسجيل : 07/02/2012
مبارك.. الطيار السجين رئيس انتهى بمستشفى بعد 30 عاماً من الحكم
الأربعاء 20 يونيو 2012, 04:22
مبارك.. الطيار السجين رئيس انتهى بمستشفى بعد 30 عاماً من الحكم
الرئيس المصري المخلوع- محمد حسني مبارك
مصطفى الأسواني
لم يكن ليخطر على بال الرئيس المصري
المخلوع- محمد حسني مبارك، في أسوأ كوابيسه أن ينتهي به المقام هكذا،
عجوزاً يقاد وهو على سرير المرض إلى قاعات المحاكم. مبارك الذي أمضى -كما
يقول- خمسين عاماً في خدمة وطنه، حكم مصر لثلاثين عاماً، وبدت سنواته
الأولى كرئيس واعدة لمصر والمصريين بالتحول من عصر الانفتاح الذي زاد من
عدد فقراء مصر، وظهور ما يعرف بالقطط السمان من كبار رجال الأعمال الذين
استفادوا في عهد سلفه الرئيس محمد أنور السادات.
ثلاثون عاماً مرت على تنصيب محمد حسني مبارك رئيساً لجمهورية مصر
العربية، شهدت فيه مصر والمنطقة بأسرها أحداثاً مصيرية غيرت ملامح الشرق
الأوسط.. طلعة جوية ناجحة حطت به على رأس هرم السلطة.
مبارك جاء إلى كرسي الرئاسة بوصفه نائباً للسادات بعد اغتيال الأخير في
السادس من أكتوبر العام 1981، وقد سرت شائعات منذ ذلك التاريخ أن قاتل
السادات خالد الإسلامبولي لم يكن إلا أداة بيد مبارك، وجنرالات آخرين،
للتخلص من رئيس لم يعد يمسك بمقاليد الحكم، إذ صارت زوجته الحاكمة الفعلية
لدرجة أنها كانت تعين وزراء وتقيلهم، كما كانت وسيلة زوجة الرئيس التونسي
الأسبق بورقيبة، من دون علمه.
ويذهب البعض للقول إن سوزان في السنوات الأخيرة كانت هي الحاكمة الفعلية
لمصر، وإنها سعت بكل قوتها لجعل توريث نجلها جمال مقاليد الحكم أمراً
مفروغاً منه. وهكذا أدار جمال العديد من الملفات الحيوية كالحزب الحاكم
والاقتصاد، ولم تسلم حتى الرياضة من تدخلاته، مستفيداً من عدم قدرة والده
على إدارة بلد كبير كمصر، بسبب كبر سنه، بعد أن أدارها لسنوات بشكل
ديكتاتوري يحتاج للدراسة المعمقة، وبالرغم مركزية القرارات فقد سمح مبارك
بهامش من الديمقراطية للأحزاب وللإعلام، ولم يزج خصومه في السجون كما فعل
سلفيه بكل من كان يعارضهم، إلا في حالات نادرة مع بعض رموز الإخوان
المسلمين، ومع منافسه في الانتخابات الرئاسية، العام 2005، أيمن نور.
ولقد استفاد مبارك من سلفيه الراحلين، جمال عبد الناصر وأنور السادات،
بإلغائه لمنصب نائب الرئيس جرياً على عادة حكام مصر القدماء الذين كانوا
يؤمنون أنهم سيحكمون شعبهم إلى الأبد، وإلى خشيته من أن يحد النواب من
سلطاته التي أرادها مطلقة وغير قابلة للنقاش، كما أن منصب نائب الرئيس
بالنسبة إليه فأل سيء، فعبد الناصر مات مسموماً على ما تروي بعض الروايات
ليخلفه السادات نائبه، وليموت الآخر غارقاً بدمائه على يد جنوده.
واتسمت السنوات الأخيرة من حكمه بسيطرة رجال الأعمال المقربين من عائلته
على الاقتصاد المصري، وجرى الاعتداء على الأموال العامة، وذلك حين جرى بيع
مؤسسات القطاع العام، وأراضي الدولة، بأسعار بخسة للمقاولين العرب
والمصريين من الذين تربطهم علاقات عمل مع نجلي مبارك وأصهره، بعدما ظن
هؤلاء أن الحكم من بعد مبارك عائد لنجله جمال في وراثة رفضها المصريون،
وبددوا إمكانية أن تتحول مصر إلى جمهورية ملكية.
ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك شكلت مفاجأة له، وربما لأركان حكمه ممن
ظنوا أنها هبة صغيرة يمكن القضاء عليها كما حدث مع ثورة الخبز التي جرت
العام 1977، وأحداث العام 2006، التي يعتقد البعض أنها دروس استفاد منها
ثوار مصر.
وفي خطابه الأول قبل التنحي حاول تفادي المصير الذي ناله نظيره التونسي
بن علي، وفي خطابه الثالث استخدم لغة عاطفية أسالت دموع الكثيرين من بسطاء
الشعب المصري، ولكن أحداث اليوم التالي، وما سمي بموقعة الجمل بددت كل أمل
أمامه بالبقاء في سدة الحكم.. فقام الجيش المصري بترحيله على عجل من مقر
إقامته، الذي لم يكن أمامه سوى الرضوخ لمطالب الملايين ممن ملؤوا ساحات مصر
منادين بالحرية والعدالة، ومحاكمة من سرقوا قوتهم اليومي، وجعل نسبة 40%
منهم يعيشون تحت خط الفقر، و50% منهم يعيشون في حدود حد الكفاية، وفقط ما
لا يزيد عن 5% يعيشون فوق حد الكفاية ومثلهم يعيشون في ثراء فاحش جدًا.
تنحي مبارك لم يستغرق سوى 18 يوماً، ولكن بعد مرور قرابة عام على هذا
الحدث، الذي يراهن الكثيرون على أن يكون علامة فارقة في التاريخ المصري
والعربي، لم تزل ثمار الثورة بعيدة القطاف. سبب هذه الحالة يكمن باستمرار
وجود فلول النظام السابق ممن يرفضون الرضوخ للواقع الجديد بكل تجلياته
السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لقد أثبت المصريون، أن حياتهم من دون رئيسهم المخلوع مبارك صارت أفضل
رغم الصعوبات التي تواجههم، فاقتصادهم لم يعرف الانهيار مع الخسائر الباهظة
التي مني بها في العام المنصرم، فقد قدَّر خبراء اقتصاديون قيمة فاتورة
آخر 18 يوماً من عهد مبارك بنحو 153 مليار جنيه، موزعة على كل قطاعات
الاقتصاد (113 مليار جنيه خسائر البورصة، و5 مليارات جنيه في القطاع
المصرفي، و13 مليار جنيه في قطاع السياحة).
مبارك، الذي تجاوز عمره الثمانين، لم يعد رئيساً لمصر، وهذا الطيار الذي
اعتاد في شبابه على قيادة الطائرات الحربية في حرب اليمن، وفي حرب 73 ضد
إسرائيل، يمضي أيامه الأخيرة متنقلاً بين المستشفى وقاعة محاكمته، فلم
يستطع العودة بطائرته إلى بر الأمان، ربما لأن سن الثمانين هو سن للتقاعد
والتأمل وملاعبة الأحفاد وأولادهم، لا قيادة بلد ذي تاريخ طويل، ودور مركزي
في الشرق الأوسط، بلد تحوَّل بفضل عدم قدرة الطيار الكهل على التجاوب
بسرعة وانسيابية مع المستجدات التي عصفت بالمنطقة، من حربي الخليج، وغزو
لبنان 2006، وحصار وحرب غزة 2008، إلى تابع لدول أصغر منه وأقل تأثيراً
بكافة المقاييس.
- الكتاتنى يطالب النائب العام بتنفيذ توصيات البرلمان لنقل مبارك إلى طرة..والبلتاجى "لماذا نعامل مبارك على أنه رئيس سابق يعيش فى عزبة خاصة"
- منطوق الحكم على مبارك ومعاونيه الكامل
- «مبارك» يصرخ فى «جمال» بعد الحكم: «ابعد عنى بقى»
- هيكل: مبارك لم يفكر فى توريث الحكم لابنه .. !!!
- ولايزال المخلوع فى ذاكرتهم .. جريدة الحرية والعدالة تُعيد حسني مبارك إلى الحكم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى