- محمود هويدى المحامىالمدير
- عدد المساهمات : 1432
تاريخ التسجيل : 07/02/2012
قصة بائعة الكبريت الصغيرة ـ مختصرة
السبت 07 يوليو 2012, 02:27
قصة بائعة الكبريت
البرد قارس والناس في بيوتهم يحتفلون بآخر يوم من السنة،ويرقصون
ويمرحون غير عابئين بالثلج المتساقط في الخارج ،وليس في الطريق سوى فتاة
صغيرة ،مكشوفة الرأس حافية القدمين ،تشعر بالجوع والبرد الشديدين .
كانت
تحمل في مئزرها علبة كبيرة من أعواد الكبريت .حاولت أن تبيعها للمارة طول
النهار ،ولكن لم يشتر منها أحد شيئا وعادت إلى كوخ والدها دون أن تربح قرشا
واحدا.ماذا ستقول له؟ فأبوها سيضربها لأنه قاس ،كثير الطلبات .
بدأت
الفتاة ترتعد من الخوف والبرد معا ،وأبطأت في خطواتها ثم توقفت تماما
،ولماذا تعود إلى البيت ؟ فالطريق ليس أكثر بردا منه ،ولا أحد يضربها
هنا،فجلست في زاوية بين منزلين وبدأت تنفخ في أصابعها المتجمدة وهي تتفرج
على الثلج المتساقط وتذكرت علبة الكبريت ،هذه الاعواد الصغيرة التي تلمع
إذا أشعلتها وتبث الحرارة ،فماذا لو دفأت بها أصابعها المتجمدة من
البرد؟؟؟؟؟
وجذبت عودا من العلبة وأشعلته ، يا له من لهب صاف،ومن العجب
أن رأت أمامها بدلا من الطريق المملوء بالثلج مدفأة كبيرة من الحديد تلتهب
فيها النار وترسل الدفء فيما حولها ،ولكن عود الكبريت انطفأ فاختفى كل
شيء..
فقالت الفتاة الصغيرة لنفسها :"لأشعل عودا آخر فتعود المدفأة إلى
الظهور بجانب طاولة فوقها غطاء أبيض ناصع ،عليها آنية من الخزف وديك هندي
محشو بالكستناء ،تفوح منه رائحة عطرة .
وفكرت الفتاة :ما أشهى هذا الديك
سأستمتع بأكله بعد قليل .ولم يدم اشتعال العود طويلا ،وكان عليها أن تشعل
عودا ثالثا لكي تعود إليها رؤياها اللذيذة ،ورأت إلى جانب الطاولة شجرة عيد
الميلاد العامرة بالشموع المضاءة ،وكثيرا من اللعب والحلوى .أما العود
الرابع فقد أظهر لها إلى جانب الشجرة وجها تحيط به هالة من الشعر الأبيض
يضحك لها .فهتفت الفتاة فرحة جدتي جدتي هذه أنت يا جدتي ؟؟؟ خذيني إليك
،منذ أن مت وذهبت بعيدا لم يحبني احد ،ولم يعطف علي إنسان ....خذيني إليك
يا جدتي .وانطفأ العود واختفى وجه الجدة ،وسارعت الفتاة إلى العيدان
تشعلها جميعا واحدة تلو الأخرى ـفأضاء المكان حولها وكأنه نهار مشرق ما
دامت العيدان مشتعلة ،وفجأة اشتعل البياض من حولها إنها الملائكة ترفرف
حولها بأجنحتها...
قالت الجدة وهي تمد يدها إلى حفيدتها تعالي
....وضمتها إلى صدرها ..فتعالت أناشيد الملائكة في غناء أبدي الفرح والبياض
. وكانت أجنحتها تحف بالصغيرة وتلمسها كنعومة الثلج ، ولكنها دافئة وحملت
الجدة والصغيرة إلى ملكوت النور ووسع الزمن حيث لا برد ولا جوع ولا دموع
...حملتها إلى ملكوت الله .اكتشف الناس في اليوم التالي طفلة جالسة بين
منزلين ،وعلى فمها الميت ابتسامة ،وفي يدها المتيبسة بقايا أعود منطفأة
.ورثى الناس لهذه الفتاة البائسة التي ماتت بردا في رأس السنة الذي يبتهج
فيه الناس جميعا ،ولكن لم يعرف أحد أنها رأت على نور العيدان كل الزمن
الآتي ،وكل الفرح المخزون في السنوات التالية ،رأت صفاء العيد الحقيقي وهي
صاعدة إلى ملكوت السماء مع جدتها.
البرد قارس والناس في بيوتهم يحتفلون بآخر يوم من السنة،ويرقصون
ويمرحون غير عابئين بالثلج المتساقط في الخارج ،وليس في الطريق سوى فتاة
صغيرة ،مكشوفة الرأس حافية القدمين ،تشعر بالجوع والبرد الشديدين .
كانت
تحمل في مئزرها علبة كبيرة من أعواد الكبريت .حاولت أن تبيعها للمارة طول
النهار ،ولكن لم يشتر منها أحد شيئا وعادت إلى كوخ والدها دون أن تربح قرشا
واحدا.ماذا ستقول له؟ فأبوها سيضربها لأنه قاس ،كثير الطلبات .
بدأت
الفتاة ترتعد من الخوف والبرد معا ،وأبطأت في خطواتها ثم توقفت تماما
،ولماذا تعود إلى البيت ؟ فالطريق ليس أكثر بردا منه ،ولا أحد يضربها
هنا،فجلست في زاوية بين منزلين وبدأت تنفخ في أصابعها المتجمدة وهي تتفرج
على الثلج المتساقط وتذكرت علبة الكبريت ،هذه الاعواد الصغيرة التي تلمع
إذا أشعلتها وتبث الحرارة ،فماذا لو دفأت بها أصابعها المتجمدة من
البرد؟؟؟؟؟
وجذبت عودا من العلبة وأشعلته ، يا له من لهب صاف،ومن العجب
أن رأت أمامها بدلا من الطريق المملوء بالثلج مدفأة كبيرة من الحديد تلتهب
فيها النار وترسل الدفء فيما حولها ،ولكن عود الكبريت انطفأ فاختفى كل
شيء..
فقالت الفتاة الصغيرة لنفسها :"لأشعل عودا آخر فتعود المدفأة إلى
الظهور بجانب طاولة فوقها غطاء أبيض ناصع ،عليها آنية من الخزف وديك هندي
محشو بالكستناء ،تفوح منه رائحة عطرة .
وفكرت الفتاة :ما أشهى هذا الديك
سأستمتع بأكله بعد قليل .ولم يدم اشتعال العود طويلا ،وكان عليها أن تشعل
عودا ثالثا لكي تعود إليها رؤياها اللذيذة ،ورأت إلى جانب الطاولة شجرة عيد
الميلاد العامرة بالشموع المضاءة ،وكثيرا من اللعب والحلوى .أما العود
الرابع فقد أظهر لها إلى جانب الشجرة وجها تحيط به هالة من الشعر الأبيض
يضحك لها .فهتفت الفتاة فرحة جدتي جدتي هذه أنت يا جدتي ؟؟؟ خذيني إليك
،منذ أن مت وذهبت بعيدا لم يحبني احد ،ولم يعطف علي إنسان ....خذيني إليك
يا جدتي .وانطفأ العود واختفى وجه الجدة ،وسارعت الفتاة إلى العيدان
تشعلها جميعا واحدة تلو الأخرى ـفأضاء المكان حولها وكأنه نهار مشرق ما
دامت العيدان مشتعلة ،وفجأة اشتعل البياض من حولها إنها الملائكة ترفرف
حولها بأجنحتها...
قالت الجدة وهي تمد يدها إلى حفيدتها تعالي
....وضمتها إلى صدرها ..فتعالت أناشيد الملائكة في غناء أبدي الفرح والبياض
. وكانت أجنحتها تحف بالصغيرة وتلمسها كنعومة الثلج ، ولكنها دافئة وحملت
الجدة والصغيرة إلى ملكوت النور ووسع الزمن حيث لا برد ولا جوع ولا دموع
...حملتها إلى ملكوت الله .اكتشف الناس في اليوم التالي طفلة جالسة بين
منزلين ،وعلى فمها الميت ابتسامة ،وفي يدها المتيبسة بقايا أعود منطفأة
.ورثى الناس لهذه الفتاة البائسة التي ماتت بردا في رأس السنة الذي يبتهج
فيه الناس جميعا ،ولكن لم يعرف أحد أنها رأت على نور العيدان كل الزمن
الآتي ،وكل الفرح المخزون في السنوات التالية ،رأت صفاء العيد الحقيقي وهي
صاعدة إلى ملكوت السماء مع جدتها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى