- محمود هويدى المحامىالمدير
- عدد المساهمات : 1432
تاريخ التسجيل : 07/02/2012
بالفيديو | فى حوار مع مرشد الإخوان السابق: الشارع المصرى «أهبل» يقوده الإعلام ومفيش حاجة اسمها شباب ثورة
الأربعاء 04 يوليو 2012, 01:04
بالفيديو | مهدى عاكف: الشارع المصرى «أهبل» يقوده الإعلام
المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين يتحدث لـ«الوطن»
محمد مهدى عاكف، أول من حمل لقب «المرشد العام السابق» حين تخلى عن
منصبه لصالح المرشد الحالى محمد بديع، ليظل الكادر الإخوانى الأبرز على
الساحة المصرية ليس فقط عبر تاريخه الطويل داخل الجماعة، لكن عبر تصريحاته
التى دائماً ما تثير الجدل فى المجتمع المصرى.. وفى حواره مع «الوطن» يتحدث
المرشد السابق عن الرئيس محمد مرسى وعلاقته بالمجلس العسكرى واعتناقه مبدأ
التغيير ورؤيته لطبيعة جماعة الإخوان المسلمين وأدائها بعد ثورة 25 يناير،
وما يراه تحاملاً من وسائل الإعلام عليها. ولم يغفل عاكف تناول بعض
الأشخاص مثل الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
* هل انتهى طموح الإخوان المسلمين بمجرد وصولهم إلى سدة الحكم؟
- فوز محمد مرسى بالرئاسة يمثل خطوة أولى لطموحات شعب مصر كله وليس
فقط جماعة الإخوان، وهى خطوة رائدة على المستوى المحلى والعالمى، وندعو
الله له بالتوفيق والسداد، ولن يكون هذا التوفيق إلا إذا تعلم الناس كيف
يتعاونون على نهضة البلاد، ولا نقعد فى أماكننا نتجادل ونتناقش، نريد عقولا
رائدة تجمع ولا تفرق، تدفع للأمام، تملأ الحياة بالأمل وتعين الرئيس
الجديد على مهمته؛ فمهامه خطيرة.
* ما تقييمك لخطابات الرئيس؟
- أعتبر أن الله وفقه فى هذه الخطابات، سواء فى ميدان التحرير، أو
فى جامعة القاهرة، أو أمام الجيش، فهذا توفيق من الله، ففى ظل هذا الجو
الصاخب، والمشكلات التى لا حدود لها، يلقى الرئيس هذه الخطابات الجامعة
الشاملة، التى لم يترك شيئا إلا وضحه فيها، وذكر لكل ذى حق حقه، أسأل الله
له التوفيق.
* هل رجع إليك فى بعض ما أشار إليه فى خطبه؟
- لا، الدكتور محمد مرسى أخ كريم وقريب وحدثنى فى التليفون بعد
نجاحه، لا لشىء إلا ليقول لى هذه ثمرة غرسكم، ولم يطلب منى شيئا، ولم أطلب
منه شيئا.
* هل هناك من يكتب له هذه الخطابات؟
- الدكتور مرسى له مساعدون ومستشارون يطمئن إليهم، وهو لا يتحدث من فراغ، إنما هو رجل صاحب خبرة وتاريخ.
* تخليت عن منصبك كمرشد عام لجماعة الإخوان المسلمين لأول مرة فى تاريخ الجماعة.. فما كان دافعك لذلك؟
- هذا مبدئى، منذ كنت صغيراً، عندما كنت رئيساً لقسم الطلاب فى المركز العام فى الخمسينيات.
* لماذا الإصرار على ذلك، وهل كنت تريد إبلاغ رسالة معينة؟
- أنا صاحب فكرة أن تكون مدة مرشد جماعة الإخوان المسلمين 6 سنوات،
واقترحت ذلك عام 1994، عندما كنت فى مجلس الشورى العام، وسجل هذا فى
اللائحة، كما اقترحت ألا يكون مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين فوق الـ70،
وحينما طلب منى أن أكون مرشداً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت سنى
متقدمة، وافقت لأن الظروف كانت صعبة بيننا وبين النظام، فقلت أقبل على أساس
عندما أصل لسن الـ80 أقول السلام عليكم، أى تنتهى مهمتى عند هذه السن،
كمرشد عام لجماعة الإخوان المسلمين.
* لكن هل طبق هذا الاقتراح على مرشدين آخرين فى الجماعة؟
- نعم، طبق على الأستاذ مصطفى مشهور، ومدت له الفترة الثانية واستمر فيها لمدة شهرين فقط.
* وهل سيطبق ذلك على الدكتور محمد بديع المرشد الحالى للجماعة؟
- هذه لائحة ومنصوص عليها.
* هل تذكر لنا بعض ذكرياتك مع مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا؟
- ذكرياتى معه كثيرة، عشت معه 8 سنوات حينما كنت طالبا، وحتى استشهد.
* لكن هل يمكن أن تذكر لنا موقفا لك معه أثر فى نفسك؟
- عندما كنا فى الجامعة لم يكن هناك غير الإخوان المسلمين
والشيوعيين، فتعاملنا معهم، وكان أحياناً يحدث شجار بيننا، فجاء حسن البنا،
وجمعنا وأذكرها جيداً، قال «يا أبنائى المبادئ لا تقاوم، والفكر لا يقاوم
إلا بالفكر ليس بالضرب»، ومثلت هذه الجملة نقطة فاصلة فى حياتى، تحولت
حياتى، وأنشأنا ما يسمى بالشباب المسلم، نقرأ ونترجم ونخرج مسائل لطلبة
الجامعة فى كل مكان ودرسنا المنهج الشيوعى، والاشتراكى دراسة كافية وكنا
متفوقين على الشيوعيين أنفسهم ودرسنا دراسة مستفيضة، فكنا نناقشهم،
ونواجههم بالرأى، وهذه الأمور هى التى لا تنسى من ذهنى أن «الفكر لا يقاومه
إلا الفكر».
* هل صحيح أن الإمام البنا (رحمه الله) هو الذى طلب منكم أن تدرسوا التربية الرياضية؟
- نعم، وهذا دليل على أن الرجل كان مهتماً بتربية الشباب ويرى أن
التربية الرياضية مهمة، وذهبت لمعهد التربية الرياضية ونجحت فى اختباراتى
وكانت سعادتى بالغة، وأذكر جيداً بعدما نجحت كان هناك حاجة اسمها «كشف
الهيئة»، وكان الواحد فيهم يخوف بلد وقد اجتزتها بنجاح.
* حدث موقف طريف أثناء اختفائك عام 1954 فى إحدى الشقق.. فما هو؟
- جاء لى اللواء عبدالمنعم رؤوف، حيث أجّرت له الدور الثانى فى فيلا
فى الهرم، والدور الأول كان فيه شيوعيون، وأنا لا أعلم، وكان بينى وبين
اللواء عبدالمنعم إشارة معينة، إذا كان الطريق آمنا أو غير آمن، فاتضح أن
الشيوعيين كان هناك من يراقبهم، ولم نكن نعرف عن ذلك شيئاً، فاللواء
عبدالمنعم لاحظ أن هناك حركة غير طبيعية فهربته على موتوسيكل، وبعد ذلك
اتضح أن الشيوعيين قبض عليهم، وكنت أظن أن هذا الهجوم كان على عبدالمنعم
رؤوف، وهذا هو الذى أدى إلى تهريبه إلا أن الأمر اتضح أنه للشيوعيين، فكانت
حاجة ظريفة جداً.
مهدي عاكف
* كيف نجوت من الحكم بالإعدام عام 1954؟
- حكم علينا بالإعدام ودخلنا غرفة التنفيذ، وبعدين فوجئت بأن حمزة
البسيونى طول ما أنا فى السجن يقول لى «يا بيه»، من ساعة ما دخلت لساعة ما
خرجت، وذات مرة قال لى «سعادة البيه.. فيه تليفون ليك»، وأنا محكوم علىّ
بالإعدام، ذهبت إلى التليفون، وجدت حسن صبرى وصلاح الششتاوى، فأمسكت
التليفون، ووجدت أحمد أنور وكان قائداً للبوليس الحربى وكان رجلا أعرج،
فكلمنى فلم أعط له أى اهتمام، وجدنى غير مهتم به فقال «خذ، والدتك ستنقل لك
أخبارا»، وفعلاً وجدت والدتى تكلمنى وقالت «يا محمد مفيش إعدام» قلت لها
الحمد لله، إلا أن كل الموجودين لم يعرفوا شيئا، وماذا أقول لهم.. مفيش
إعدام، فلم أكن أصدق نفسى وكان معى 6 أشخاص محكوم عليهم أيضاً بالإعدام،
وكنت أنا رقم 7 وكنت محتارا، إلا أننى قلت لهم، مفيش إعدام ووزعت عليهم
الشيكولاتة، ولم أتيقن من صحة الخبر إلا بعد أن قرأته فى الصحف.
* هل هناك شخصيات معينة تدخلت لإسقاط حكم الإعدام؟
- نعم فقد كان لرئيس وزراء سوريا ورئيس وزراء باكستان ووزير خارجية السعودية دور كبير فى حل هذه الأزمة.
* ماذا كان دورك بالتحديد فى تنظيم الشباب المسلم فى ألمانيا، بعد خروجك من السجن فى السبعينات؟
- لم تكن ألمانيا وحدها، لكنى عشت فى ألمانيا مع الطلاب، وآخر مؤتمر
عقدته للشباب المسلم كان عام 1995 فى إسطنبول، وعقدت مؤتمرات فى 45 دولة.
* هل أنت راضٍ عن سياسة أداء الإخوان بعد الثورة؟
- سواء رضيت عنها أو لم أرضَ، فما لا يرضينى أبلغ عنه وأقول فيه كذا وكذا.
* ما الذى لا يرضيك؟
- أنا مدرس ودائماً أقول ما يصحش أقول الأخطاء، إنما أقول المحاسن، لأن الأخطاء كثيرة.
* إذاً فما محاسن الإخوان من وجهة نظركم؟
- أفضل المحاسن أنهم لم يتغيروا، وظلوا ثابتين على رؤيتهم ومبادئ
الثورة، فالإخوان المسلمون أصحاب مبادئ وقيم، لكن بعض تصرفاتهم تكون غير
موفقة، ولا أستبعد ذلك إطلاقاً، فاحتضانهم للثورة، ومبادئها، ولكل أبناء
الشعب أمر واضح، ولكن للأسف الشديد الإعلام المصرى كان على غير المستوى
المأمول فيه.
* لكن شباب الثورة ينتقدون جماعة الإخوان المسلمين بسبب تخليهم عنهم فى بعض المظاهرات؟
- ماليش دعوة بشباب الثورة، مفيش حاجة اسمها شباب ثورة، فى حاجة
اسمها شباب مصر، ونساء مصر ورجال مصر، هم صانعو هذه الثورة، فهم أبناء مصر
جميعاً. والله هو صاحب الثورة باطلاعه على قلوب المصريين وتسخير الجيش
لحمايتها.
* ما تصورك لشكل العلاقة المستقبلية بين الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين؟
- أنتم مشغولون بهذا جداً، لكن العلاقة بيننا وبين الرئيس محمد مرسى
علاقة طبيعية كأى أحد وأنت تعلم الآن أن الدكتور مرسى هو رجل مسئول الآن
عن مصر، وعنده من المستشارين والمساعدين العدد الذى يرتضيه لأنه قطع على
نفسه عهوداً فعليه أن يفى بهذه العهود، كما يجب علينا أن نعينه على أداء
مهمته وواجبه الوطنى.
* هل ستتركون «مشروع النهضة» لمؤسسة الرئاسة لتطبيقه على أرض الواقع، أم أن حزب الحرية والعدالة هو الذى سيتولى تطبيقه؟
- مشروع النهضة مشروع على مرحلتين، المرحلة الأولى أو السريعة، هى
ما قطعه محمد مرسى على نفسه، وكلنا سنتعاون مع الرئيس فى تطبيقه، فهذا
مشروع مصرى طويل المدى.
* هل مشروع النهضة يستطيع أى مواطن مصرى إدخال تعديلات عليه؟
- طبعاً، هو مشروع كل المصريين، وهو ليس مشروع الإخوان الآن، ولا هو مشروع حزب الحرية والعدالة الآن، هو مشروع كل مصر.
* قلتم إن حازم أبوإسماعيل استقال من جماعة الإخوان المسلمين، والشيخ حازم يؤكد عدم صحة ذلك.. فما التوضيح لذلك؟
- الشيخ حازم أبوإسماعيل أخ عظيم وهو حبيب وعالم جليل ومتميز، هذا
الرجل صاحب خلق ودين يضع نفسه فى المكان الذى يريد ونحن نحبه ونقدره، يقول
ما يشاء وهو صاحب الحق.
* هل استقال بالفعل؟
- لا يهمنى هذا الكلام.
* أليس هذا قولكم؟
- لا يهمنى كثيراً.
* هل ارتكب الإخوان المسلمون أخطاء انعكست على شعبيتهم فى الشارع؟
- الإخوان المسلمون يخطئون ويصيبون ولهم أمجادهم ونحن مع أمجادهم ونصحح أخطاءهم.
* هل هناك نصائح تقدمها للجماعة لاستعادة شعبيتها فى الشارع؟
- أمامنا جميعاً رسالة ضخمة للعالم كله ولمصر خصوصاً، فالمهمة
الرائدة هى مهمة تربية الأبناء، وتربية الأبناء ليس من الكتاب فقط، بل من
الحركة والمعسكر والتدريب.
* قلت إن الناس لا تعرف كيف تدار جماعة الإخوان المسلمين.. قل لنا
كيف تدار الجماعة، ومتى توفق جماعة الإخوان المسلمين أوضاعها القانونية؟
- باختصار شديد هى جماعة مؤسسية لها مرشد عام ومكتب إرشاد ومجلس
شورى ومكاتب إدارية، لا يوجد فى العالم مؤسسة على هذا المستوى من الرقى
والتنظيم، وكل هذه المؤسسات تدار بالشورى.
* لكن هل جماعة الإخوان المسلمين سوف توفق أوضاعها القانونية؟
- من يريد أن يصدر قانونا، فعليه أن يستمده من بنود ومبادئ، وتنظيم
الإخوان المسلمين، وجماعة الإخوان تستمد بنودها ومبادئها من دستور 28 و23.
* هل من صالح الإخوان أن يستأثروا بسلطات الرئيس ومجلس الشعب والشورى؟
- بدون لف ودوران، جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة لها الأغلبية،
وليس لها سلطان الآن على مجلس الشعب، كما أن ليس لها شأن فى القضاء، فأعضاء
مجلس الشعب 500، ونواب الجماعة يمثلون 40% فقط من نواب البرلمان، إذن فلا
بد أن تراجع الصحافة هذا الكلام، وتتأدب مع الله، وأن يكون الكلام فى
المعقول.
* لكن هذا رأى الشارع؟
- عمالين تلفوا وتدوروا، والشارع أهبل يقوده الإعلام، وانتو اللى
بتوجهوا الشارع، جماعة ليها 40% فى مجلس الشعب، يبقى ليها أغلبية، ليها
سلطان على مجلس الشعب؟ ما تسألوا عن وجود الإخوان فى الوزارة أو القضاء.
* يبدو أن لك انتقادات حادة على الصحافة؟
- أنا أحب من ينتقدنى أكثر ممن يمدحنى، فالصحافة مهمة عظيمة جداً،
ومهمة راقية، عليها أن تأخذ بيد الشارع إلى الحق والصواب، (ومتكدبش) على
الناس، (ومتشوّش) على عقول الناس، ولكن أن تأخذ الصحافة حتة من الخبر وتحرف
فيه فهذا هو العيب الكبير، ومطلوب من جريدة «الوطن» أن تكون فعلاً لصالح
الوطن، ليه تمسك حتة صغيرة وتسيب الكل، وبالمناسبة مجدى الجلاد أخ لى ومحمد
الأمين أخ حبيب، وأحب أن يكون للصحافة دور فى نهضة مصر وتأخذ بيدها للخير
إن شاء الله لا تكون كما كانت فى الماضى، ولا تهتم بصغائر الأمور، ولا تنقل
الأخبار على غير حقيقتها، وأنا رجل عجوز والصحافة مش هتضحك علىّ.
* هل تتوقع صداماً بين الرئيس محمد مرسى والمجلس العسكرى فى المستقبل؟
- لا أتوقع ذلك.. وهذا سؤال مرفوض من الأساس، ومحمد مرسى أخذهم بالحضن وهم أخذوه بالحضن.
* بعض القيادات المنشقين عن الجماعة، مثل الدكتور عبدالمنعم
أبوالفتوح، قالوا إنهم لم يخرجوا من الجماعة، بل اتهموا قيادات الجماعة
بالانحراف عن فكر الإخوان المسلمين.. كيف ترى ذلك؟
- كل واحد يقول ما يشاء والجماعة قائمة.
* سمعنا مؤخراً أن الدكتور كمال الهلباوى، ومحمد حبيب وغيرهم من
القيادات المنشقة، سيكونون فكراً موازياً لجماعة الإخوان المسلمين تحت اسم
«طلائع الإخوان».. فما الموقف حال حدوث ذلك؟
- يعملوا اللى هم عاوزينه، هذا الكلام لا أرد عليه.
* جماعة الإخوان المسلمين جماعة دعوية فما مجالات عملها؟
- الجماعة هيئة إسلامية جامعة فيها كل المجالات الاقتصادية،
والتعبوية، والتربوية، والثقافية، والسياسية، وحزب الحرية والعدالة يتولى
كل ما يتعلق بهذا.
* كيف ترى مستقبل مصر؟
- أرى مستقبل مصر رائعا بإذن الله تعالى، فيه الخير والبركة، فمصر
عظيمة فيها إمكانيات تؤهلها لأن تكون أولى الأمم، ففيها إمكانيات زراعية
وصناعية ورجال ونساء.
* كلمة تقولها للدكتور محمد مرسى فى بداية حكمه؟
- أقول له «أعانك الله وقواكم وأعانكم على الوفاء بعهودكم».
شـــــــــــــاهد فيدية الحـــــــوار
موقع جريدة الوطن
المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين يتحدث لـ«الوطن»
محمد مهدى عاكف، أول من حمل لقب «المرشد العام السابق» حين تخلى عن
منصبه لصالح المرشد الحالى محمد بديع، ليظل الكادر الإخوانى الأبرز على
الساحة المصرية ليس فقط عبر تاريخه الطويل داخل الجماعة، لكن عبر تصريحاته
التى دائماً ما تثير الجدل فى المجتمع المصرى.. وفى حواره مع «الوطن» يتحدث
المرشد السابق عن الرئيس محمد مرسى وعلاقته بالمجلس العسكرى واعتناقه مبدأ
التغيير ورؤيته لطبيعة جماعة الإخوان المسلمين وأدائها بعد ثورة 25 يناير،
وما يراه تحاملاً من وسائل الإعلام عليها. ولم يغفل عاكف تناول بعض
الأشخاص مثل الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
* هل انتهى طموح الإخوان المسلمين بمجرد وصولهم إلى سدة الحكم؟
- فوز محمد مرسى بالرئاسة يمثل خطوة أولى لطموحات شعب مصر كله وليس
فقط جماعة الإخوان، وهى خطوة رائدة على المستوى المحلى والعالمى، وندعو
الله له بالتوفيق والسداد، ولن يكون هذا التوفيق إلا إذا تعلم الناس كيف
يتعاونون على نهضة البلاد، ولا نقعد فى أماكننا نتجادل ونتناقش، نريد عقولا
رائدة تجمع ولا تفرق، تدفع للأمام، تملأ الحياة بالأمل وتعين الرئيس
الجديد على مهمته؛ فمهامه خطيرة.
* ما تقييمك لخطابات الرئيس؟
- أعتبر أن الله وفقه فى هذه الخطابات، سواء فى ميدان التحرير، أو
فى جامعة القاهرة، أو أمام الجيش، فهذا توفيق من الله، ففى ظل هذا الجو
الصاخب، والمشكلات التى لا حدود لها، يلقى الرئيس هذه الخطابات الجامعة
الشاملة، التى لم يترك شيئا إلا وضحه فيها، وذكر لكل ذى حق حقه، أسأل الله
له التوفيق.
* هل رجع إليك فى بعض ما أشار إليه فى خطبه؟
- لا، الدكتور محمد مرسى أخ كريم وقريب وحدثنى فى التليفون بعد
نجاحه، لا لشىء إلا ليقول لى هذه ثمرة غرسكم، ولم يطلب منى شيئا، ولم أطلب
منه شيئا.
* هل هناك من يكتب له هذه الخطابات؟
- الدكتور مرسى له مساعدون ومستشارون يطمئن إليهم، وهو لا يتحدث من فراغ، إنما هو رجل صاحب خبرة وتاريخ.
* تخليت عن منصبك كمرشد عام لجماعة الإخوان المسلمين لأول مرة فى تاريخ الجماعة.. فما كان دافعك لذلك؟
- هذا مبدئى، منذ كنت صغيراً، عندما كنت رئيساً لقسم الطلاب فى المركز العام فى الخمسينيات.
* لماذا الإصرار على ذلك، وهل كنت تريد إبلاغ رسالة معينة؟
- أنا صاحب فكرة أن تكون مدة مرشد جماعة الإخوان المسلمين 6 سنوات،
واقترحت ذلك عام 1994، عندما كنت فى مجلس الشورى العام، وسجل هذا فى
اللائحة، كما اقترحت ألا يكون مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين فوق الـ70،
وحينما طلب منى أن أكون مرشداً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت سنى
متقدمة، وافقت لأن الظروف كانت صعبة بيننا وبين النظام، فقلت أقبل على أساس
عندما أصل لسن الـ80 أقول السلام عليكم، أى تنتهى مهمتى عند هذه السن،
كمرشد عام لجماعة الإخوان المسلمين.
* لكن هل طبق هذا الاقتراح على مرشدين آخرين فى الجماعة؟
- نعم، طبق على الأستاذ مصطفى مشهور، ومدت له الفترة الثانية واستمر فيها لمدة شهرين فقط.
* وهل سيطبق ذلك على الدكتور محمد بديع المرشد الحالى للجماعة؟
- هذه لائحة ومنصوص عليها.
* هل تذكر لنا بعض ذكرياتك مع مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا؟
- ذكرياتى معه كثيرة، عشت معه 8 سنوات حينما كنت طالبا، وحتى استشهد.
* لكن هل يمكن أن تذكر لنا موقفا لك معه أثر فى نفسك؟
- عندما كنا فى الجامعة لم يكن هناك غير الإخوان المسلمين
والشيوعيين، فتعاملنا معهم، وكان أحياناً يحدث شجار بيننا، فجاء حسن البنا،
وجمعنا وأذكرها جيداً، قال «يا أبنائى المبادئ لا تقاوم، والفكر لا يقاوم
إلا بالفكر ليس بالضرب»، ومثلت هذه الجملة نقطة فاصلة فى حياتى، تحولت
حياتى، وأنشأنا ما يسمى بالشباب المسلم، نقرأ ونترجم ونخرج مسائل لطلبة
الجامعة فى كل مكان ودرسنا المنهج الشيوعى، والاشتراكى دراسة كافية وكنا
متفوقين على الشيوعيين أنفسهم ودرسنا دراسة مستفيضة، فكنا نناقشهم،
ونواجههم بالرأى، وهذه الأمور هى التى لا تنسى من ذهنى أن «الفكر لا يقاومه
إلا الفكر».
* هل صحيح أن الإمام البنا (رحمه الله) هو الذى طلب منكم أن تدرسوا التربية الرياضية؟
- نعم، وهذا دليل على أن الرجل كان مهتماً بتربية الشباب ويرى أن
التربية الرياضية مهمة، وذهبت لمعهد التربية الرياضية ونجحت فى اختباراتى
وكانت سعادتى بالغة، وأذكر جيداً بعدما نجحت كان هناك حاجة اسمها «كشف
الهيئة»، وكان الواحد فيهم يخوف بلد وقد اجتزتها بنجاح.
* حدث موقف طريف أثناء اختفائك عام 1954 فى إحدى الشقق.. فما هو؟
- جاء لى اللواء عبدالمنعم رؤوف، حيث أجّرت له الدور الثانى فى فيلا
فى الهرم، والدور الأول كان فيه شيوعيون، وأنا لا أعلم، وكان بينى وبين
اللواء عبدالمنعم إشارة معينة، إذا كان الطريق آمنا أو غير آمن، فاتضح أن
الشيوعيين كان هناك من يراقبهم، ولم نكن نعرف عن ذلك شيئاً، فاللواء
عبدالمنعم لاحظ أن هناك حركة غير طبيعية فهربته على موتوسيكل، وبعد ذلك
اتضح أن الشيوعيين قبض عليهم، وكنت أظن أن هذا الهجوم كان على عبدالمنعم
رؤوف، وهذا هو الذى أدى إلى تهريبه إلا أن الأمر اتضح أنه للشيوعيين، فكانت
حاجة ظريفة جداً.
مهدي عاكف
* كيف نجوت من الحكم بالإعدام عام 1954؟
- حكم علينا بالإعدام ودخلنا غرفة التنفيذ، وبعدين فوجئت بأن حمزة
البسيونى طول ما أنا فى السجن يقول لى «يا بيه»، من ساعة ما دخلت لساعة ما
خرجت، وذات مرة قال لى «سعادة البيه.. فيه تليفون ليك»، وأنا محكوم علىّ
بالإعدام، ذهبت إلى التليفون، وجدت حسن صبرى وصلاح الششتاوى، فأمسكت
التليفون، ووجدت أحمد أنور وكان قائداً للبوليس الحربى وكان رجلا أعرج،
فكلمنى فلم أعط له أى اهتمام، وجدنى غير مهتم به فقال «خذ، والدتك ستنقل لك
أخبارا»، وفعلاً وجدت والدتى تكلمنى وقالت «يا محمد مفيش إعدام» قلت لها
الحمد لله، إلا أن كل الموجودين لم يعرفوا شيئا، وماذا أقول لهم.. مفيش
إعدام، فلم أكن أصدق نفسى وكان معى 6 أشخاص محكوم عليهم أيضاً بالإعدام،
وكنت أنا رقم 7 وكنت محتارا، إلا أننى قلت لهم، مفيش إعدام ووزعت عليهم
الشيكولاتة، ولم أتيقن من صحة الخبر إلا بعد أن قرأته فى الصحف.
* هل هناك شخصيات معينة تدخلت لإسقاط حكم الإعدام؟
- نعم فقد كان لرئيس وزراء سوريا ورئيس وزراء باكستان ووزير خارجية السعودية دور كبير فى حل هذه الأزمة.
* ماذا كان دورك بالتحديد فى تنظيم الشباب المسلم فى ألمانيا، بعد خروجك من السجن فى السبعينات؟
- لم تكن ألمانيا وحدها، لكنى عشت فى ألمانيا مع الطلاب، وآخر مؤتمر
عقدته للشباب المسلم كان عام 1995 فى إسطنبول، وعقدت مؤتمرات فى 45 دولة.
* هل أنت راضٍ عن سياسة أداء الإخوان بعد الثورة؟
- سواء رضيت عنها أو لم أرضَ، فما لا يرضينى أبلغ عنه وأقول فيه كذا وكذا.
* ما الذى لا يرضيك؟
- أنا مدرس ودائماً أقول ما يصحش أقول الأخطاء، إنما أقول المحاسن، لأن الأخطاء كثيرة.
* إذاً فما محاسن الإخوان من وجهة نظركم؟
- أفضل المحاسن أنهم لم يتغيروا، وظلوا ثابتين على رؤيتهم ومبادئ
الثورة، فالإخوان المسلمون أصحاب مبادئ وقيم، لكن بعض تصرفاتهم تكون غير
موفقة، ولا أستبعد ذلك إطلاقاً، فاحتضانهم للثورة، ومبادئها، ولكل أبناء
الشعب أمر واضح، ولكن للأسف الشديد الإعلام المصرى كان على غير المستوى
المأمول فيه.
* لكن شباب الثورة ينتقدون جماعة الإخوان المسلمين بسبب تخليهم عنهم فى بعض المظاهرات؟
- ماليش دعوة بشباب الثورة، مفيش حاجة اسمها شباب ثورة، فى حاجة
اسمها شباب مصر، ونساء مصر ورجال مصر، هم صانعو هذه الثورة، فهم أبناء مصر
جميعاً. والله هو صاحب الثورة باطلاعه على قلوب المصريين وتسخير الجيش
لحمايتها.
* ما تصورك لشكل العلاقة المستقبلية بين الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين؟
- أنتم مشغولون بهذا جداً، لكن العلاقة بيننا وبين الرئيس محمد مرسى
علاقة طبيعية كأى أحد وأنت تعلم الآن أن الدكتور مرسى هو رجل مسئول الآن
عن مصر، وعنده من المستشارين والمساعدين العدد الذى يرتضيه لأنه قطع على
نفسه عهوداً فعليه أن يفى بهذه العهود، كما يجب علينا أن نعينه على أداء
مهمته وواجبه الوطنى.
* هل ستتركون «مشروع النهضة» لمؤسسة الرئاسة لتطبيقه على أرض الواقع، أم أن حزب الحرية والعدالة هو الذى سيتولى تطبيقه؟
- مشروع النهضة مشروع على مرحلتين، المرحلة الأولى أو السريعة، هى
ما قطعه محمد مرسى على نفسه، وكلنا سنتعاون مع الرئيس فى تطبيقه، فهذا
مشروع مصرى طويل المدى.
* هل مشروع النهضة يستطيع أى مواطن مصرى إدخال تعديلات عليه؟
- طبعاً، هو مشروع كل المصريين، وهو ليس مشروع الإخوان الآن، ولا هو مشروع حزب الحرية والعدالة الآن، هو مشروع كل مصر.
* قلتم إن حازم أبوإسماعيل استقال من جماعة الإخوان المسلمين، والشيخ حازم يؤكد عدم صحة ذلك.. فما التوضيح لذلك؟
- الشيخ حازم أبوإسماعيل أخ عظيم وهو حبيب وعالم جليل ومتميز، هذا
الرجل صاحب خلق ودين يضع نفسه فى المكان الذى يريد ونحن نحبه ونقدره، يقول
ما يشاء وهو صاحب الحق.
* هل استقال بالفعل؟
- لا يهمنى هذا الكلام.
* أليس هذا قولكم؟
- لا يهمنى كثيراً.
* هل ارتكب الإخوان المسلمون أخطاء انعكست على شعبيتهم فى الشارع؟
- الإخوان المسلمون يخطئون ويصيبون ولهم أمجادهم ونحن مع أمجادهم ونصحح أخطاءهم.
* هل هناك نصائح تقدمها للجماعة لاستعادة شعبيتها فى الشارع؟
- أمامنا جميعاً رسالة ضخمة للعالم كله ولمصر خصوصاً، فالمهمة
الرائدة هى مهمة تربية الأبناء، وتربية الأبناء ليس من الكتاب فقط، بل من
الحركة والمعسكر والتدريب.
* قلت إن الناس لا تعرف كيف تدار جماعة الإخوان المسلمين.. قل لنا
كيف تدار الجماعة، ومتى توفق جماعة الإخوان المسلمين أوضاعها القانونية؟
- باختصار شديد هى جماعة مؤسسية لها مرشد عام ومكتب إرشاد ومجلس
شورى ومكاتب إدارية، لا يوجد فى العالم مؤسسة على هذا المستوى من الرقى
والتنظيم، وكل هذه المؤسسات تدار بالشورى.
* لكن هل جماعة الإخوان المسلمين سوف توفق أوضاعها القانونية؟
- من يريد أن يصدر قانونا، فعليه أن يستمده من بنود ومبادئ، وتنظيم
الإخوان المسلمين، وجماعة الإخوان تستمد بنودها ومبادئها من دستور 28 و23.
* هل من صالح الإخوان أن يستأثروا بسلطات الرئيس ومجلس الشعب والشورى؟
- بدون لف ودوران، جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة لها الأغلبية،
وليس لها سلطان الآن على مجلس الشعب، كما أن ليس لها شأن فى القضاء، فأعضاء
مجلس الشعب 500، ونواب الجماعة يمثلون 40% فقط من نواب البرلمان، إذن فلا
بد أن تراجع الصحافة هذا الكلام، وتتأدب مع الله، وأن يكون الكلام فى
المعقول.
* لكن هذا رأى الشارع؟
- عمالين تلفوا وتدوروا، والشارع أهبل يقوده الإعلام، وانتو اللى
بتوجهوا الشارع، جماعة ليها 40% فى مجلس الشعب، يبقى ليها أغلبية، ليها
سلطان على مجلس الشعب؟ ما تسألوا عن وجود الإخوان فى الوزارة أو القضاء.
* يبدو أن لك انتقادات حادة على الصحافة؟
- أنا أحب من ينتقدنى أكثر ممن يمدحنى، فالصحافة مهمة عظيمة جداً،
ومهمة راقية، عليها أن تأخذ بيد الشارع إلى الحق والصواب، (ومتكدبش) على
الناس، (ومتشوّش) على عقول الناس، ولكن أن تأخذ الصحافة حتة من الخبر وتحرف
فيه فهذا هو العيب الكبير، ومطلوب من جريدة «الوطن» أن تكون فعلاً لصالح
الوطن، ليه تمسك حتة صغيرة وتسيب الكل، وبالمناسبة مجدى الجلاد أخ لى ومحمد
الأمين أخ حبيب، وأحب أن يكون للصحافة دور فى نهضة مصر وتأخذ بيدها للخير
إن شاء الله لا تكون كما كانت فى الماضى، ولا تهتم بصغائر الأمور، ولا تنقل
الأخبار على غير حقيقتها، وأنا رجل عجوز والصحافة مش هتضحك علىّ.
* هل تتوقع صداماً بين الرئيس محمد مرسى والمجلس العسكرى فى المستقبل؟
- لا أتوقع ذلك.. وهذا سؤال مرفوض من الأساس، ومحمد مرسى أخذهم بالحضن وهم أخذوه بالحضن.
* بعض القيادات المنشقين عن الجماعة، مثل الدكتور عبدالمنعم
أبوالفتوح، قالوا إنهم لم يخرجوا من الجماعة، بل اتهموا قيادات الجماعة
بالانحراف عن فكر الإخوان المسلمين.. كيف ترى ذلك؟
- كل واحد يقول ما يشاء والجماعة قائمة.
* سمعنا مؤخراً أن الدكتور كمال الهلباوى، ومحمد حبيب وغيرهم من
القيادات المنشقة، سيكونون فكراً موازياً لجماعة الإخوان المسلمين تحت اسم
«طلائع الإخوان».. فما الموقف حال حدوث ذلك؟
- يعملوا اللى هم عاوزينه، هذا الكلام لا أرد عليه.
* جماعة الإخوان المسلمين جماعة دعوية فما مجالات عملها؟
- الجماعة هيئة إسلامية جامعة فيها كل المجالات الاقتصادية،
والتعبوية، والتربوية، والثقافية، والسياسية، وحزب الحرية والعدالة يتولى
كل ما يتعلق بهذا.
* كيف ترى مستقبل مصر؟
- أرى مستقبل مصر رائعا بإذن الله تعالى، فيه الخير والبركة، فمصر
عظيمة فيها إمكانيات تؤهلها لأن تكون أولى الأمم، ففيها إمكانيات زراعية
وصناعية ورجال ونساء.
* كلمة تقولها للدكتور محمد مرسى فى بداية حكمه؟
- أقول له «أعانك الله وقواكم وأعانكم على الوفاء بعهودكم».
شـــــــــــــاهد فيدية الحـــــــوار
موقع جريدة الوطن
- مرشد الإخوان: سندعم مرشح للرئاسة ذو خلفية إسلامية
- خطة 6 إبريل لمواجهة "شفيق": ملاحقات قضائية وتوعية الشارع.. أو التحالف مع الإخوان
- متظاهرون يرفعون الأحذية في وجه شباب الإخوان لمحاولتهم فرض السيطرة على الميدان
- حوار الإرهاصات والإفتراءات وأضغاث الأحلام .. حوار الشفيق مع الجلاد كاملاً
- شباب «الإخوان» يتظاهرون أمام مكتب الإرشاد احتجاجاً على استمرار «مرسى» فى السباق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى