منتديات هويدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
محمود هويدى المحامى
محمود هويدى المحامى
المدير
المدير
عدد المساهمات : 1432
تاريخ التسجيل : 07/02/2012

GMT + 4 Hours أحمد حرارة .. ثائر يرى بقلبه

الثلاثاء 29 مايو 2012, 01:30
أحمد حرارة .. ثائر يرى بقلبه


أحمد حرارة .. ثائر يرى بقلبه 3059_73305


طبيب ماهر، ثلاثينى، لم يتذوق من لذة الحياة سوى اليسير، أمضى
أغلبها تحت حكم رئيس واحد، يتندر بين رفاقه: «أموت بس اشوف رئيس غيره».
وتتبدل الأيام، ويطيح المصريون فى ثورة عارمة لم يشهد التاريخ مثلها بهذا
الطاغية، وها هى مصر الآن توشك أن ترى رئيسا غيره، لكن وحده لن يراه، هو
«أحمد حرارة» الذى ضحى بكلتا عينيه حتى نرى نور الحرية.

كانت عيناه يملأهما الأمل يوم نزل إلى الميدان فى جمعة الغضب، أمل
فى ثورة تقلب الموازين وتقيم دولة العدل، أمل فى القضاء على نظام مستبد كتم
أنفاس الشباب فخرجوا يبحثون عن هواء الحرية. ويبدو أن هذا الأمل صنع بريقا
فى عينى الطبيب الشاب، فأدخل الرعب فى قلب نظام شعر أن عرشه يهتز أمام
هؤلاء الشباب، فقرروا اغتيال عينه اليمنى علهم يطفئون نور الثورة، ولكن
النظام كان يجهل أن هذا البريق فى عيون الشباب محله القلب.. وما دام القلب
ينبض فما زال فى الثورة بقية.

لم ير أن تضحيته بعينه اليمنى كافية، فما زالت الثورة مستمرة، وما
زال الأمل باقيا، فعاد الشاب الثلاثينى إلى الميدان مرة أخرى بعد أن وضع
على عينه اليمنى قطعة من الرصاص كتب عليها «28 يناير» لتكون ذكرى يوم حصوله
على رتبة بطل. وفى يوم 19 نوفمبر انقضت قوات الأمن المركزى على المعتصمين
من أهالى الشهداء والمصابين فى ميدان التحرير، فشعر الثائر بالإهانة، وأراد
أن يسترد كرامة سُحقت بالأقدام، فخرج ينتفض بقلب ما زال يمتلئ عن آخره
بالأمل فى غد أفضل، وما هى إلا دقائق حتى اغتيلت عينه اليسرى، وبصوت ثائر
أخذ يردد: أفضّل أن أعيش كفيفا مرفوع الرأس على أن أعيش مبصرا كسير
العينين. ومنذ ذلك الحين والكل يشير إليه قائلا: تلك عيون راحت من أجل أن
نرى الحرية.

مثابر، عنيد، لا يترك مليونية أو اعتصاما أو وقفة دون أن تجده بها،
ليس حبا فى الظهور، ولكنه يرى أن تلك هى متطلبات وظيفته كثائر، تجده تارة
فى اعتصام ألتراس أهلاوى متضامنا معهم للمطالبة بسرعة محاكمة المتورطين فى
مذبحة بورسعيد، وتارة أخرى ينسحب من تأسيسية الدستور لاعتراضه على استحواذ
الأغلبية، وتارة ثالثة فى وقفة المتضامنين مع «عادل إمام» ضد قرار حبسه
بتهمة ازدراء الأديان.

«أنا محتار أختار مين، اللى ضيع عينى الشمال فى 28 يناير، ولا اللى
ساب عينى اليمين تضيع فى محمد محمود».. هكذا قال «حرارة» بعد أن ظهرت
النتائج الأولية لانتخابات رئاسة الجمهورية، ورغم ذلك فإن اليأس يوما لم
يتمكن منه، فهو على يقين أن الشباب الذين نزلوا إلى الميدان يبحثون عن
الحرية، سيعودون إليه إذا ما حاول أحد أيا كان أن يسرقها منهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى